لامية العرب-الشنفري-كاملة-مكتوبة
لامية العرب لامير الصعاليك الشنفري ثابت بن أواس الأزدي من بحر الطويل .
من عيون الشعر العربي فيها الكثير من حياة البادية وأخلاقها .
حتي إنه ليقال أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:علموا أولادكم لامية العرب .
الشَّنْفَرَى ثابت بن أواس الأزدي، شاعر جاهلي
أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ
فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ
يبدأ الكلام بالتودد والرحمة بذكر الام مصدر الرحمة والحنان وهو هنا يخبر أنه تارك معاشرة البشر لأنه وجد من هم خير منهم .
فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ
وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ
يخبر ان الأمور قدرت وانه قرر في تروي وصفاء ذهن الرحيل وقد جهز لهذه العايه المطايا أي أو وسيلة السفر .
وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأَذَى
وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ
يقول أن الأرض واسعة لمن خاف الأذي أو قلة المودة يستطيع أن يهاجر ويعاشر قوماً آخرين
لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على امْرِىءٍ
سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ
يقول ان الأرض واسعة تسع الراغب أي طالب المنفعة والراهب طالب الأمان ويكون له قلب وعقل
وَلِي دُونَكُمْ أَهْلُـون : سِيـدٌ عَمَلَّـسٌ
وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْـأَلُ
يقول انه اختار معاشرة الحيوانات وهنا يصف الذئاب والضباع
هُـمُ الأَهْلُ لا مُسْتَودَعُ السِّـرِّ ذَائِـعٌ
لَدَيْهِمْ وَلاَ الجَانِي بِمَا جَرَّ يُخْـذَلُ
يقول إن هؤلاء هم الأهل لا يجد منهم مكائد ولا غدر ولا خذلان وهنا كأنه يشتم البشر أهل المكائد والخذلان
وَكُـلٌّ أَبِـيٌّ بَاسِـلٌ غَيْـرَ أنَّنِـي
إذا عَرَضَتْ أُولَى الطَرَائِـدِ أبْسَـلُ
وكلٌّ: تعود علي الوحوشا. أبيّ: يأبى الذّلَّ والظلم. باسل: شجاع بطل. الطرائد: جمع الطريدة ، وهي كل ما يصاد من الوحوش والطيور. أبْسَل: أشجع
وَإنْ مُـدَّتِ الأيْدِي إلى الزَّادِ لَمْ أكُـنْ
بَأَعْجَلِهِـمْ إذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ
الجَشع:الطماع . وفي هذا البيت يفتخر الشاعربأنه قنوع وليس جشعاً ، فهو، وإنْ كان يصيد الطرائد ، فإنه لا يزاحم في أكلها.
وَمَـا ذَاكَ إلّا بَسْطَـةٌ عَـنْ تَفَضُّـلٍ
عَلَيْهِـمْ وَكَانَ الأَفْضَـلَ المُتَفَضِّـلُ
البسطة: السعة. التفضُّل: اطلب الفضل على الغير ، والمعنى أنَّ الشاعر يطلب الفضل والرفعة
وَإنّـي كَفَانِـي فَقْدَ مَنْ لَيْسَ جَازِيَاً
بِحُسْنَـى ولا في قُرْبِـهِ مُتَعَلَّـلُ
الفقد الخسارة التعلل التسلية
ثَـلاَثَـةُ أصْحَـابٍ : فُـؤَادٌ مُشَيَّـعٌ
وأبْيَضُ إصْلِيتٌ وَصَفْـرَاءُ عَيْطَـلُ
المُشيَّع: الشجاع. . الإصليت: السَّيف الصارم. الصفراء: القوس الطويلة. يصف حسناته أنه شجاع معه سيف صارم وقوس جيدة
هَتُـوفٌ مِنَ المُلْـسَ المُتُـونِ تَزِينُـها
رَصَائِعُ قد نِيطَـتْ إليها وَمِحْمَـلُ
يصف القوس حيث أنها أقرب أدوات القتال إلي نفسه كان يرمي بها ويجري فلا يدركه أحد وقد قيل أنه قتل تسعة وتسعون نفساً من بني سالمان هتوف: مصانة. الملس: ناعمةا. المُتون: الصُّلب. والرصائع: الحلي. نيطت: عُلِّقت. المِحْمَل: القماش الناعم وبأنَّها ملساء لاتؤذي
إذا زَلَّ عنها السَّهْـمُ حَنَّـتْ كأنَّـها
مُـرَزَّأةٌ عَجْلَـى تُـرنُّ وَتُعْـوِلُ
مازال يصف القوس ،زلّ: خرج. حنين القوس: صوت تردد الوترمُـرَزَّأةٌ.أصابتها مصيبة عَجْلى: سريعة. تُرنّ:تبكي وتصرخ
وَأغْدو خَمِيـصَ البَطْن لا يَسْتَفِـزُّنيِ
إلى الزَادِ حِـرْصٌ أو فُـؤادٌ مُوَكَّـلُ
خميص البطن ضامره ، يستفزّني : يثيرني . الحِرْص : الشح والتمسّك- يقول أنه قنوع-
وَلَسْـتُ بِمِهْيَـافٍ يُعَشِّـي سَوَامَـه
مُجَدَّعَـةً سُقْبَانُهـا وَهْيَ بُهَّـلُ
المهياف: قليل الخبرة الجاهل . السوام: الماشية التي ترعى. مجدَّعة: سيئة الغذاء . السُّقبان: جمع سقْب وهو ولد الناقة الذكَر. بُهَّل: جمع باهل وباهلة غير مغطاة الضرع . المعني الذي لايحسن رعي الإبل فتعود صغرها جائعة مع ان امهاتها غير مصرورة الضرع كناية عن سوء المرعي
ولا جُبَّـأٍ أكْهَـى مُـرِبٍّ بعِرْسِـهِ
يُطَالِعُهـا في شَأْنِـهِ كَيْفَ يَفْعَـلُ
ينفي عن نفسه النقائص الجُبّأ: الجبان. الأكهى: سيئ الخلق. مُرِبّ: مقيم ، ملازم . عرِسه: امرأته.
وَلاَ خَـرِقٍ هَيْـقٍ كَـأَنَّ فــؤادَهُ
يَظَـلُّ به المُكَّـاءُ يَعْلُـو وَيَسْفُـلُ
يواصل ،الخرق: الخجول،. والهيق: من الرجال: الدقيقُ الجسم المفرِطُ الطول
ولا خَالِــفٍ دارِيَّــةٍ مُتَغَــزِّلٍ
يَـرُوحُ وَيغْـدُو داهنـاً يَتَكَحَّـلُ
وهنا أيضا الخالف: الذي لا خير فيه. الذي يتخلف عن السعي ويلازم البيت . والدَّاريّ والداريّة: المقيم البيت ا. المتغزّل: المتفرّغ لمغازلة النساء. يروح ويغدو: يمسي ويصبح ،والداهن: يضع الدهن ،يتكحّل: يضع الكحل والمعني الرخو الذي يتبرج كالنساء
وَلَسْـتُ بِعَـلٍّ شَـرُّهُ دُونَ خَيْـرِهِ
ألَفَّ إذا ما رُعْتَـهُ اهْتَـاجَ أعْـزَلُ
وهنا أيضا مازال ينفي عن نفسه النقائص بأن يذكرها ثم يقول لست العَلّ: القراد ، ألفّ: اعتاد رعتَه: أخفْتَه. اهتاج: خاف. الأعزل: بدون سلاح
وَلَسْـتُ بِمِحْيَارِ الظَّـلاَمِ إذا انْتَحَتْ
هُدَى الهَوْجَلِ العِسّيفِ يَهْمَاءُ هؤجَلُ
يقول انه لا يضل الطريق في الصحراء حتي بالليل مع أن غيره يضل ويتحير
إذا الأمْعَـزُ الصَّـوّانُ لاقَـى مَنَاسِمِي
تَطَايَـرَ منـه قَـادِحٌ وَمُفَلَّـلُ
يصف سرعته في الجري وأن الأحجار تضرب بعضها من أثر جريه فتخرج شراراً وهذا يدل علي شدة سرعته
أُديـمُ مِطَـالَ الجُـوعِ حتّـى أُمِيتَـهُ
وأضْرِبُ عَنْهُ الذِّكْرَ صَفْحاً فأُذْهَـلُ
يقول أنه يماطل الجوع حتي يذهب عنه إحساس الجوع ثم يتناساه فينساه وهذا يوضح قسوة حياة الصعلكة حتي أنه يرضي بالجوع مع الحرية ولا يرضي بالشبع تحت الاستعباد والقهر
وَأَسْتَـفُّ تُرْبَ الأرْضِ كَيْلا يُرَى لَـهُ
عَلَـيَّ مِنَ الطَّـوْلِ امْـرُؤٌ مُتَطَـوِّلُ
معاني رائعة يقول أنه يأكل التراب ولا يرضي أن يمن عليه أحد بطعام أو شراب وهذه النفس العربية العزيزة تفتقدها هذه الأيام
ولولا اجْتِنَابُ الذَأْمِ لم يُلْـفَ مَشْـرَبٌ
يُعَـاشُ بـه إلاّ لَـدَيَّ وَمَأْكَـلُ
يقول أنه لولا خوف المذمة لكان عنده أطيب الطعام والشراب وهو قادر علي ذلك
وَلكِنّ نَفْسَـاً مُـرَّةً لا تُقِيـمُ بـي
علـى الـذامِ إلاَّ رَيْثَمـا أَتَحَـوَّلُ
مرَّة: صعبة أبيّة. الذَّام: العيب. يقول أن نفسه الكريمة لا تقبل العيب ولا يحب أن يوصف أو يرمي به فإن وقع في خطأ ما فإنه يرجع ويتحول عنه مسرعاً -أخلاق عظيمة للصعاليك فكيف الكرام
وَأَطْوِي على الخَمْصِ الحَوَايا كَما انْطَوَتْ
خُيُوطَـةُ مـارِيٍّ تُغَـارُ وتُفْتَـلُ
الخَمص: الجوع ، والخُمص: الضُّمر. الحوايا: ما بداخل البطن إذ البطن وعاء يحوي ما بداخله - الله أكبر يقول أنه يلف بطنه كالخيط علي ما بداخله وليس داخله إلا أحشاؤه كناية عن شدة الجوع
وأَغْدُو على القُوتِ الزَهِيـدِ كما غَـدَا
أَزَلُّ تَهَـادَاهُ التنَائِـفَ أطْحَـلُ
أغدو: أسير صباحاً،. القوت: الطعام. الزهيد: القليل. الأزلّ: الذئب الجعان . تهاداه: تتناقله وتتداوله. التنائف: الأرض الواسعة أي يمشي يترنح ترفعه أرض وتضعه أخري يتمايل من شدة الجوع كالذئب المغبرالنحيل
غَدَا طَاوِيـاً يُعَـارِضُ الرِّيـحَ هَافِيـاً
يَخُـوتُ بأَذْنَابِ الشِّعَابِ ويُعْسِـلُ
هنا يصف الذئب الجائع يواجه الريح ضعيفا يبحث عن القوت تلعب به الريح من شدة النحول يتنقل بين أطراف الشعب بحثاً عن فريسة
فَلَما لَوَاهُ القُـوتُ مِنْ حَيْـثُ أَمَّـهُ
دَعَـا فَأجَابَتْـهُ نَظَائِـرُ نُحَّـلُ
يصف الذئب بعدما عز عليه الحصول علي القوت وامتنع صرخ فأجابه إخوانه وحالهم كحاله من الهزال والنحول
مُهَلَّلَـةٌ شِيـبُ الوُجُـوهِ كأنَّـها
قِـدَاحٌ بأيـدي ياسِـرٍ تَتَقَلْقَـلُ
يصف الشاعر جماعة الذئاب بأنها نحيلة تتقلقل في مشيتها من شدة النحول والتعب وهنا وكأنه يصف حاله وحال رفاقه من صعاليك البشر ويقارن بينها وبين جيرانهم من صعاليك الحيوانات التي تبدو كعيدان القش الهزيلة
أوِ الخَشْـرَمُ المَبْعُـوثُ حَثْحَثَ دَبْـرَهُ
مَحَابِيـضُ أرْدَاهُـنَّ سَـامٍ مُعَسِّـلُ
هذا الكلام اسألوا عنه الشنفري
مُهَرَّتَـةٌ فُـوهٌ كَـأَنَّ شُدُوقَـها
شُقُوقُ العِصِـيِّ كَالِحَـاتٌ وَبُسَّـلُ
هنا ما زال يصف بؤس الذئاب تفتح أفواهها للريح من شدة الجوع وكذلك يصف أشكالها الكالحة المغبرة من الجوع والتعب ومازلت أصر أنه يسقط الوصف علي أصحابه الصعاليك في حياتهم القاسية
فَضَـجَّ وَضَجَّـتْ بالبَـرَاحِ كأنَّـها
وإيّـاهُ نُوحٌ فَوْقَ عَلْيَـاءَ ثُكَّـلُ
ضج وضجت أي الذئب بطل القصة ورفاقه لم يجد إلا رفع صوته بالصراخ وكأنما يشتكي إلي الله سوء الحال ويطلب الفرج فجاوبته الجماعة بالصراخ كأنهم نساء ثكالي في ميتم
وأغْضَى وأغْضَتْ وَاتَّسَى واتَّسَتْ بـه
مَرَامِيـلُ عَـزَّاها وعَزَّتْـهُ مُرْمِـلُ
بعد أن شكا واشتكي سكت ينتظر الفرج وسكتت جماعته وكلهم جائع تنطوي أحشاؤهم علي الخواء
شَكَا وَشَكَتْ ثُمَّ ارْعَوَى بَعْدُ وَارْعَوَتْ
وَلَلْصَبْرُ إنْ لَمْ يَنْفَعِ الشَّكْوُ أجْمَلُ
تكرار للوصف بأن الذئاب تشكو مر الشكوي ثم تسكت وتصبر إذرالصبرعلي البلاء أولي إذا لم تنفع الشكوي فهذا فعل الكريم الذي لا يري عدوه فاقته ولا ضعفه ولا زلت أكرر أنه يسقط الحديث علي نفسه وجماعته ولا يفوت أي فرصة للفخر بالقدرة علي الصبر في مواجهة الشدائد
وَفَـاءَ وَفَـاءَتْ بَـادِراتٍ وَكُلُّـها
على نَكَـظٍ مِمَّا يُكَاتِـمُ مُجْمِـلُ
وبعد هذا المشهد الذي وصف للذئاب يحكي أنهم رجعوا إلي وكرهم لم يحصلوا علي طعام واستسلموا للجوع في انتظار الفرج
وَتَشْرَبُ أسْآرِي القَطَا الكُـدْرُ بَعْدَما
سَرَتْ قَرَبَـاً أحْنَاؤهـا تَتَصَلْصَـلُ
لسؤر فضلة الشراب الباقية في الإناؤ والقطا طائر لطيف وهويقول أن القطا المسرعات تشرب بعدما أشرب وأعكر عليها الماء في النهاية يقول أنه سربع
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ وَابْتَدَرْنَـا وأسْدَلَـتْ
وشَمَّـرَ مِنِّي فَـارِطٌ مُتَمَهِّـلُ
يقول هممت بالشرب وكذلك القطا وتسابقنا فسبقتها إلي الماء وبعدما تحققت من سبقي لها مشيت متمهلا لثقتي بالفوزولأن القطا يئست من لحاقي
فَوَلَّيْـتُ عَنْها وَهْيَ تَكْبُـو لِعُقْـرِهِ
يُبَاشِـرُهُ منها ذُقُـونٌ وَحَوْصَـلُ
يقول شربت وانصرفت والقطا تجري تجر أجنحتها وتميل ألي الأمام بحواصلها كناية عن التعب والإرهاق ومازال يخبرنا بأنه الأسرع
كـأنَّ وَغَـاها حَجْرَتَيـْهِ وَحَوْلَـهُ
أضَامِيـمُ مِنْ سَفْـرِ القَبَائِـلِ نُـزَّلُ
يقول أن القطا حاصر الماء وعلت أصواتها من كل تاحية وهذا وصف حقيقي تفعله الطيور ذات الأعداد الكبيرة حين ترد الماء ويشبهها بلأقوام مسافرون لجأوا ‘ليملجأوتحلقوا حوله
تَوَافَيْـنَ مِنْ شَتَّـى إِلَيـْهِ فَضَمَّـهَا
كما ضَـمَّ أذْوَادَ الأصَارِيـمِ مَنْهَـلُ
ثوافين وصلن واجتمعن يقول أن القطا وصل بعضهم تباعا وانضم إليهم الآخرون فكانو كجماعة الإبل التي تجتمع حول الماء والمنهل مكان شرب الماء
فَغَـبَّ غِشَاشَـاً ثُمَّ مَـرَّتْ كأنّـها
مَعَ الصُّبْحِ رَكْبٌ مِنْ أُحَاظَةَ مُجْفِلُ
يقول أن القطا شربت غباً وهوشرب الماء بلعا وليس مصا من شدة العطش وكأنهم ركب من اسم القبيلة المذكورة القادمة من مكان بعبد دليل علي شدة العطش
وآلَفُ وَجْـهَ الأرْضِ عِنْدَ افْتَراشِـها
بأَهْـدَأَ تُنْبِيـهِ سَنَاسِـنُ قُحَّـلُ
يقول إنه ألف واعتاد النوم علي الأرض دون فراش وان جسده الهزيل الذي يلامس الأرض منه هي فقرات ظهره وعظامة دليل علي شدة النحافة وهنا يصور حياة الصعاليك بأن ليس فيها أي راحة أو دعة فالأكل شحيح والنوم في الخلاء وعلي التراب ومع ذلك لا يتبرم من هذه الحياة إذ أنها اختياره
وَأعْدِلُ مَنْحُوضـاً كـأنَّ فُصُوصَـهُ
كعَابٌ دَحَاهَا لاعِـبٌ فَهْيَ مُثَّـلُ
ويكمل وصف نومته بأنه يتوسد ذذراعه اليابس التي لا لين فيها لأنها عظام خالصة لا يكسوها أي لحم وهنا يكمل وصف شدة النحول
فإنْ تَبْتَئِـسْ بالشَّنْفَـرَى أمُّ قَسْطَـلٍ
لَمَا اغْتَبَطَتْ بالشَّنْفَرَى قَبْلُ أطْـوَلُ
أم قسطل يعني الحرب والقسطل الغبار المتطاير وأم قسطل يعني الخرب التي تثير التراب يقول ‘ن تحزن لفقدي فقد أسررتها كثيرا إذ دائما أنا أشعل الحروب وأحضرها وابدأها وأنهيها
طَرِيـدُ جِنَايَـاتٍ تَيَاسَـرْنَ لَحْمَـهُ
عَقِيرَتُــهُ لأِيِّـها حُـمَّ أَوَّلُ
يقول أنه ارتكب الجنايات الكثيرة فهو مطارد من كثير فقد قتل كثيرين ومن يطلب الثأر منه أكثر وإنهم يتنافسون أيهم يسبق بقتله
تَنَـامُ إذا مَا نَـامَ يَقْظَـى عُيُونُـها
حِثَاثَـاً إلى مَكْرُوهِـهِ تَتَغَلْغَـلُ
يقول أن جناياته ماتزال تطارده لا تنام عنه وهي تسعي مسرعة خلفة حتي تصيبه
وإلْـفُ هُمُـومٍ مـا تَـزَالُ تَعُـودُهُ
عِيَاداً كَحُمَّـى الرِّبْـعِ أو هِيَ أثْقَلُ
يقول أنه اعتاد الهموم فلا تزال تتوافد عليه الهم يليه هما وشبهها بالحمي التي تزور المريض المرة بعد الأخري
إذا وَرَدَتْ أصْدَرْتُـها ثـمّ إنّـها
تَثُـوبُ فَتَأتي مِنْ تُحَيْتُ ومِنْ عَـلُ
يقول إذا جاءته الهموم فهو يردها ثم لا تلبث أن تعود من جديد من تحيت ومن عل يقصد من كل مكان أي أن الهموم تحيط به وتحيت تصغير تحت وعل يقصد من فوق واري أن عل المرفوعة في مكان الجر بعد من لا تعجبني وحين سألت قيل ربما يصلح للضرورة وأنا أقول أنها لا تعجبني أعدها خطاً وقع فيه الشاعر
فإمّا تَرَيْنِي كابْنَـةِ الرَّمْـلِ ضَاحِيَـاً
على رِقَّـةٍ أحْفَـى ولا أَتَنَعَّـلُ
يقول انك تراني تراني كالحية تزحف بدون نعال علي وجه الأرض يصف رقة الخال والفقر الشدي ولكن دون مرارة ولا تبرم وكأنما رضي بهذه الحال القاسية في سبيل الحرية واستقلال القرار
فإنّي لَمَولَى الصَّبْـرِ أجتـابُ بَـزَّهُ
على مِثْلِ قَلْبِ السِّمْعِ والحَزْمَ أفْعَلُ
مولى الصبر: وليّه. أجتاب: أقطع. البزّ: الثياب. السِّمع: ولد الذّئب من الضْبع . أنعل: أتخذه نعلاً. يقول إنّه صبور، شجاع، حازم.
وأُعْـدِمُ أَحْيَانـاً وأَغْنَـى وإنَّمـا
يَنَـالُ الغِنَى ذو البُعْـدَةِ المُتَبَـذِّلُ
يقول أنه يغتني ويفتقر والحال تتبدل معه وأنه ليس كالمحب للمال الشحيح الذي ما إن أتاه المال فإنه يحبسه ولايغادره وهو يصفه بأنه حقير وبعيد ولا يحب الإقتراب منه وكان الشح شأن معدي أو مقرف
فلا جَـزِعٌ مِنْ خَلَّـةٍ مُتَكَشِّـفٌ
ولا مَـرِحٌ تَحْتَ الغِنَى أتَخَيَّـلُ
وانا في كل احوالي كما أنا لا أتحول ولا أتبدل لا المال يغريني ويجعلتي اختال وأتكبر ولا الفقر يمنعني من الجود والكرم ولا اكشف للناس حالي من غني أو فقر
ولا تَزْدَهِي الأجْهـالُ حِلْمِي ولا أُرَى
سَؤُولاًَ بأعْقَـاب الأقَاويلِ أُنْمِـلُ
يقول أنه كريم حليم لا يستخفه مقالة الجاهلين فيأتي بجهاله اوأمر معيب ولا يتتبع الكلام الماشي بين الناس يسال عن هذا وذاك ويتحدث بكل ما يسمع ينم به بين الناس
وَلَيْلَةِ نَحْـسٍ يَصْطَلي القَوْسَ رَبُّـها
وَأقْطُعَـهُ اللَّاتـي بِـهَا يَتَنَبَّـلُ
يصف ليلة شديدة البرد يقول حتي أن صاحب القوس وهي سلاحة الذي لا غني له عنه وسهامه التي يرمي بها عدوه ويصطاد بها فرائسه يجعلها وقود للنار التي يستدفئ بها من شدة البرد
دَعَسْتُ على غَطْشٍ وَبَغْشٍ وَصُحْبَتـي
سُعَـارٌ وإرْزِيـزٌ وَوَجْـرٌ وَأفَكَلُ
يقول أنه في هذه الليلة شديدة البرد دعست الظلام يقول البدو عن الرجل الشجاع (دواس الظلمة )والمطر وما كان معي غير الجوع والبرد والخوف والرعشة بئس الصحاب علي ما أعتقد
فأيَّمْـتُ نِسْوَانَـاً وأيْتَمْـتُ إلْـدَةً
وَعُـدْتُ كما أبْدَأْتُ واللَّيْلُ ألْيَـلُ
يفاخر بما لا يفتخر به عافانا الله وإياكم يقول انه خرج في هذه الليلة وقتل من قتل فترملت نساءاً وتيتمت أولاد وعاد وما زال الليل لم يتقضي يصف أنه سريع وفاتك يفتخر
وأصْبَـحَ عَنّـي بالغُمَيْصَـاءِ جَالسـاً
فَرِيقَـانِ: مَسْـؤُولٌ وَآخَرُ يَسْـألُ
بعد فعلته هذه أصبح الناس فريقان يضربون أخماس في أسداس يسألون عن من فعل هذه الفعلة والغميصاء اسم مكان
فَقَالُـوا: لَقَدْ هَـرَّتْ بِلَيْـلٍ كِلَابُنَـا
فَقُلْنَـا: أذِئْبٌ عَسَّ أمْ عَسَّ فُرْعُـلُ
يقولون فيما يقولون لقد سمعنا نباح كلاب فقلنا ربما ذئب أو ضبع طاف بالمضارب بليل
فَلَمْ يَـكُ إلاَّ نَبْـأةٌ ثُـمَّ هَوَّمَـتْ
فَقُلْنَا: قَطَـاةٌ رِيـعَ أمْ رِيعَ أجْـدَلُ
يقولون فيما يقولون نبحت الكلاب مرة واحدة ولم يكن نباحاً مستمراً فقلنا قطاة أثارها شيء ما أو ربما صقر فزع من شئ ما
فَإِنْ يَـكُ مِنْ جِـنٍّ لأبْـرَحُ طارِقـاً
وإنْ يَكُ إنْسَـاً ما كَها الإنسُ تَفْعَلُ
جماعة الناس يتأوولون الموقف يقولون ربما كان جناً ولا يمكن أن يكون أنساً لأن الناس لا تفعل ذلك فالناس لا تغير فرادي
وَيومٍ مِنَ الشِّعْـرَى يَـذُوبُ لُعَابُـهُ
أفاعِيـهِ فـي رَمْضائِـهِ تَتَمَلْمَـلُ
يصف يوما شديد الحرارة يذيب اللعاب والحيات في حر الرمال تضطرب وتتلوي من شدة الحر.
نَصَبْـتُ له وَجْهي ولا كِـنَّ دُونَـهُ
ولا سِتْـرَ إلاَّ الأتْحَمِـيُّ المُرَعْبَـل
يقول أنه خرج لهذا اليوم الحار سافر الوجه لا يضع ما يستر وخهه من حر الشمس وتذكر أنه قد وصف قبل ذلك الليالي شديدة البر د وهو يقول أنه لا يثنيه عن غاياته لا برد ولا حر جاهز في جميع الأحوال (كوماندوز)
وَضَافٍ إذا طَارَتْ له الرِّيحُ طَيَّـرَتْ
لبائِـدَ عن أعْطَافِـهِ ما تُرَجَّـلُ
يصف شعره الطويل في مواجهة الريح بأن الريح تعبث به فتجركه ملبداً حيث ليس لديه رفاهية غسل وتمشيط شعره
بَعِيـدٌ بِمَسِّ الدُّهْـنِ والفَلْيِ عَهْـدُهُ
لـه عَبَسٌ عافٍ مِنَ الغِسْل مُحْـوِلُ
يا الله يصف شعره الطويل بأنه مضي زمن بعيد علي آخر مرة غسله ومشطه أو أحد اعتني به فهو عليه الوسخ يعلوه إذ لم يغسل منذ سنة
وَخَرْقٍ كظَهْرِ التُّـرْسِ قَفْـرٍ قَطَعْتُـهُ
بِعَامِلَتَيْـنِ ، ظَهْـرُهُ لَيْسَ يُعْمَـلُ
يقول انه قطع أرضا واسعة علي أقدامة بدون ركاب إذ أن هذا المكان لا تصلح له الركائب
فألْحَقْـتُ أُوْلاَهُ بأُخْـرَاهُ مُوفِيَـاً
عَلَى قُنَّـةٍ أُقْعِـي مِرَارَاً وَأمْثُـلُ
يقول أنه من شدة سرعته جمع بين أوله وآخره من شدة سرعته فمن بداية الخرق حتي نهايته لا وقت قضي يقول أنه جمع بين البداية والنهاية من شدة السرعة.
تَرُودُ الأرَاوِي الصُّحْـمُ حَوْلي كأنّـها
عَـذَارَى عَلَيْهِـنَّ المُلاَءُ المُذَيَّـلُ
المراودة الذهاب والمجئ يقول ان الأراوي جمع أروة وهو نوع من الغزلان تدور حوله وكأنهن بنات يلبسن ثياب مطرزة مقصبة ووصف الغزلان كثير في قصائد الجاهليين .
ويَرْكُـدْنَ بالآصَـالِ حَوْلِي كأنّنـي
مِنَ العُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَلُ
تركد تستقر يقول أن الظباء اعتادت وجودي فلا تجفل مني وتدور حولي في الغدو والآصال .