لمن طلل بين الجدية والجبل :الأبيات الصعبة ،قصيدة امرئ القيس

 لمن طلل بين الجدية والجبل :الأبيات الصعبة ،قصيدة امرئ القيس



ألا   لا   ألا   إلا   لآلاء  لا بث

ولا  لا  آلا  إلا   لآلاء  من رحل

لا الجن ولا الشياطين يستطيعون ذلك الكلام المفرط في العذوبة والغرابة وجودة الصناعة .

 في اوله تري إمريء القيس جلياً فهذه وقفة الأطلال المعتادة في ذلك الزمان والوصف .

 ما في البادية من طير وحيوان ووحش ومفترسات  - 

ونفس القوة والجزالة حتي إذا وصلنا إلي الأبيات المصنوعة اختلف الأمر إذ لايوجد نظير ذلك في تلك الفترة الأبيات المصنوعة بالمقاطغ الصغيرة المتكررة.

 لم تكن من سمات عصر امريء القيس ومن حق النقاد أن يرتابوا.

 ولكن توجد بالقصيدة دلائل علي صدق نسبتها لامرئ القيس منها الحديث عن كندة  والاستهلال المعتاد لقصائد امرئ القيس .

كذلك الحديث عن مفردات البرية المعتادة في شعره وغيرها وإن كان بعضها منسوب بالخطا أو موضوع ومقحم علي القصيدة كالبيت باللون الأحمر فلاينقص ذلك شيئاً من جمال القصيدة . 



لمن طلل بين الجدية والجبل - قصيدة امرئ القيس





لمن طلل بين الجدية والجبل

محل قديم العهد قد طالت به الطيل

عفا غير مرتاد ومر كسرحب

ومنخفض طام تنكر واضمحل

وزالت صروف الدهر عنه فاصبحت

علي غير سكان ومن سكن ارتحل

تنطح بالأطلال منه مجلجل

أحم إذا احمومت سحائبه انسجل

بريح وبرق لاح بين سحائب

ورعد إذا ما هب هاتفه هطل

فأنبت فيه من غشنض وغشنض

ورونق رند والصلندد والأسل

وفيه القطا والبوم وابن حبوكل

وطير القطاط والبلندد والحجل

وعنثلة والخيثوان وبرسل

وفرخ فريق والرفلة والرفل

وفيل وأذياب وابن خويدر

وغنسلة فيها الخفيعان قد نزل

وهام وهمهام وطالع أنجد

ومنحبك الروقين في سيره ميل

فلما عرفت الدار بعد توهمي

تكفكف دمعي فوق خدي وانهمل

فقلت لها يادار سلمي وما الذي

تمتعت لا بدلت يادار بالبدل

لقد طال ماأضحيت فقراً ومألفا

ومنتظرا للحي من حل أو رحل

وماوي لابكار حسان أوانس

ورب فتي كالليث مشتهر بطل

لقد كنت أسبي الغيد إمرد ناشئا

ويسبينني منهن الدل والمقل

ليالي أسبي الغانيات بحمة

معثكلة سوداء زينها رجل

كأن قطير البان في عكناتها

علي منثني والمنكبين عطي رطل

تعلق قلبي طفلة عربية

تنعم بالديباج والحلي والحلل

لها مقلة لو انها نظرت بها 

إلى راهب قد صام لله وابتهل

لأصبح مفتونا معنى بحبها

.كأن لم يصم لله يوما ولم يصل

ألا رب يوم قد لهوت بدلها 

إذا ما أبوها ليلة غاب أو غفل

فقالت لأتراب لها قد رميته 

فكيف به إن مات أو كيف يحتبل

أيخفى لنا إن كان في الليل دفنه

فقلن وهل يخفى الهلال إذا أفل؟

قتلت الفتى الكندي والشاعر الذي

تدانت له الأشعار طرا فيا لعل

لما  تقتلي المشهور والفارس الذي 

يفلق هامات الرجال بلا وجل

ألا يا بني كندة اقتلوا بابن عمكم

وإلا فما انتم قبيل ولا خول

قتيل بوادي الحب من غير قاتل

ولا ميت يعزى هناك ولا زمل

فتلك التي هام الفؤاد بحبها 

مهفهفة بيضاء درية القبل

ولي ولها في الناس قول وسمعة 

ولي ولها في كل ناحية مثل

كأن على أسنانها بعد هجعة 

سفرجل أو تفاح في القند والعسل

رداح صموت الحجل تمشي تبخترا

وصراخة الحجلين يصرخن في زجل

غموض عضوض الحجل لو أنها مشت

به عند باب السبسبيين لانفصل

فهي هي وهي هي ثم هي هي وهي وهي

منى لي من الدنيا من الناس بالجمل

ألا   لا   ألا   إلا   لآلاء  لا بث

ولا  لا  آلا  إلا   لآلاء  من رحل

فكم كم وكم كم ثم كم كم وكم وكم 

قطعت الفيافي والمهامه  لم أمل

وكاف وكفكاف وكفي بكفها 

وكاف كفوف الودق من كفها انهمل

فلو لو ولو لو ثم لو لو ولو ولو

دنا دار سلمى كنت اول من وصل

وعن عن وعن عن ثم عن عن وعن وعن

أسائل عنها كل من سار وارتحل

وفي في وفي في ثم في في وفي وفي

وفي وجنتي سلمى أقبل لم أمل

وسل سل وسل سل ثم سل سل وسل وسل 

وسل دار سلمى والربوع فكم أسل

وشنصل وشنصل ثم شنصل عشنصل

علي حاجبي سلمي يزين مع المقل

حجازية العينين مكية الحشى 

عراقية الأطراف رومية الكفل

تهامية الأبدان عبسية اللمى

خزاعية الأسنان درية القبل

وقلت لها أي القبائل تنسبي

لعلي بين الناس في الشعر كي أسل

فقالت أنا كندية عربية 

فقلت لها حاشا وكلا وهل وبل

فقالت أنا رومية عجمية

فقلت لها ( ورخيز بياخوش ) من قزل

فلما تلاقينا وجدت بنانها

مخضبة تحكي الشواعل بالشعل

ولا عبتها الشطرنج خيلي ترادفت

ورخي عليها دار بالشاه بالعجل

فقالت وما هذا شطارة لاعب 

ولكن قتل الشاه بالفيل هو الأجل

فناصبتها منصوب بالفيل عاجلا

من اثنين في تسع بسرع فلم امل

وقد كان لعبي كل دست بقبلة

أقبل ثغرا كالهلال إذا أفل

فقبلتها تسعا وتسعين قبلة

وواحدة أخري وكنت علي عجل

وعانقتها حتي تقطع عقدها

وحتي فصوص الطوق من جيدها انفصل

كأن فصوص الطوق لما تناثرت 

ضياء مصابيح تطايرن عن شعل

وآخر قولي مثل ما قلت أولا 

لمن طلل بين الجدية والجبل





تعليقات