مقتل القمر-أمل دنقل كاملة مكتوبة مسموعة
قصيدة مقتل القمرللشاعر أمل دنقل - ذلك الرقيق الشفاف .
لم تنجح قصيدة أمل دنقل مقتل الفمر في نقل حدث درامي أو صراع متنامي لأحداث قصة ينجذب إليها القاريء.
ولا يقدم تصورا فلسفيا لحياة القمر وموته بل قدم حكاية باهته عن منظور أهل المدينة ومنظور أهل الريف للقمر .
وهذا لم يقدم أي نوع من المتعة من حيث المبني أو المعني فهذه القصيدة ليست علي مستوي أمل دنقل .
وتناقلوا النبأ الأليم على بريد الشمس
في كل مدينة ،
(( قُتِل القمر ))!
شهدوه مصلوباً تَتَدَلَّى رأسه فوق الشجر !
نهب اللصوص قلادة الماس الثمينة من صدره!
تركوه في الأعواد ،
كالأسطورة السوداء في عيني ضرير
ويقول جاري :
(( كان قديساً ، لماذا يقتلونه ؟))
وتقول جارتنا الصبية :
(( كان يعجبه غنائي في المساء
وكان يهديني قوارير العطور
فبأي ذنب يقتلونه ؟
هل شاهدوه عند نافذتي _قبيل الفجر _ يصغي للغناء!؟!؟))
وتدلت الدمعات من كل العيون
كأنها الأيتام – أطفال القمر
وترحموا...
وتفرقوا.....
فكما يموت الناس.....مات !
وجلست ،
أسألة عن الأيدي التي غدرت به
لكنه لم يستمع لي ،
كان مات !
دثرته بعباءته
وسحبت جفنيه على عينيه...
حتى لايرى من فارقوه!
وخرجت من باب المدينة
للريف:
يا أبناء قريتنا أبوكم مات
قد قتلته أبناء المدينة
ذرفوا عليه دموع أخوة يوسف
وتفرَّقوا
تركوه فوق شوارع الإسفلت والدم والضغينة
يا أخوتي : هذا أبوكم مات !
ماذا ؟ لا.أبونا لا يموت
بالأمس طول الليل كان هنا
يقص لنا حكايته الحزينة !
يا أخوتي بيديّ هاتين احتضنته
أسبلت جفنيه على عينيه حتى تدفنوه !
قالوا : كفاك ، اصمت
فإنك لست تدري ما تقول !
قلت : الحقيقة ما أقول
قالوا : انتظر
لم تبق إلا بضع ساعات...
ويأتي!
حط المساء
وأطل من فوقي القمر
متألق البسمات ، ماسىّ النظر
يا إخوتي هذا أبوكم ما يزال هنا
فمن هو ذلك المُلْقىَ على أرض المدينة ؟
قالوا: غريب
ظنه الناس القمر
قتلوه ، ثم بكوا عليه
ورددوا (( قُتِل القمر ))
لكن أبونا لا يموت
أبداً أبونا لايموت !
مقتل القمر - أمل دنقل