الخنساء: تماضر بنت عمرو بن الشّريد:أم الشهداء

الخنساء: تماضر بنت عمرو بن الشّريد:أم الشهداء


الخنساء: تماضر بنت عمرو بن الشّريد.

الخنساء: شاعرة جاهلية اسلامية اشتهرت برثاء أخيها صخر.

 وكان دريد بن الصّمّة خطبة الخنساء، وذلك أنّه رآها تهنأ إبلا لها  فهويها، فردّته وقالت الخنساء: أترانى تاركة بنى عمّى كأنّهم عوالى الرياح، ومرتثّة شيخ بنى جشم  ؟! 

ففى ذلك يقول دريد  .

شعر دريد بن الصمة في الخنساء


حيّوا تماضر واربعوا صحبى


 وقفوا فإنّ وقوفكم حسبى


أخناس قد هام الفؤاد بكم 


 وأصابه تبل من الحبّ 


ما إن رأيت ولا سمعت به


 كاليوم هانئ أينق جرب


متبذّلا تبدو محاسنه


 يضع الهناء مواضع النّقب 


الخنساء- تماضر بنت عمرو بن الشريد








فخطبها رواحة بن عبد العزّى السّلمىّ، فولدت له عبد الله، وهو أبو شجرة  ، ثم خلف عليها مرداس بن أبى عامر السّلمىّ، فولدت له زيدا ومعاوية وعمرا.

النابغة الذبياني يصف شعرالخنساء

وهى جاهليّة، كانت تقول الشعر فى زمن النابغة الذّبيانىّ، وكان النابغة تضرب له قبّة حمراء من أدم بسوق عكاظ، وتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها، فأنشده الأعشى أبو بصير، ثم أنشده حسّان بن ثابت، ثم الشعراء، ثم جاءت الخنساء السّلميّة فأنشدته، فقال لها النابغة: والله لولا أنّ أبا بصير أنشدنى آنفا لقلت إنّك أشعر الجنّ والإنس، 

فقال حسّان: والله لأنا أشعر منك ومن أبيك ومن جدّك! فقبض النابغة على يده، ثم قال: يابن أخى، إنك لا تحسن أن تقول مثل قولى:


فإنّك كاللّيل الّذى هو مدركى


 وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع 


ثم قال للخنساء: أنشديه، فأنشدته، فقال: والله ما رأيت ذات مثانة أشعر منك ! فقالت له الخنساء: والله ولا ذا خصيين!

وكان أخوها صخر بن عمرو شريفا فى بنى سليم، وخرج فى غزاة فقاتل فيها قتالا شديدا، وأصابه جرح رغيب ، فمرض (من ذلك) فطال مرضه، وعاده قومه، فكانوا إذا سألوا امرأته سلمى عنه قالت: لا هو حىّ فيرجى، ولا ميّت فينسى، وصخر يسمع كلامها، فشقّ عليه، وإذا قالوا لأمّه: كيف صخر اليوم؟ قالت أصبح صالحا بنعمة الله، فلمّا أفاق من علّته بعض الإفاقة، عمد إلى امرأته سلمى فعلّقها بعمود الفسطاط حتّى ماتت، 

وقال (غيره: بل قال: ناولونى سيفى لأنظر كيف قوّتى وأراد قتلها، وناولوه فلم يطق السيف، ففى ذلك يقول: أهمّ بأمر الحزم البيت. وأوّل الشعر)  :

رثاء صخر لنفسه


أرى أمّ صخر ما تملّ عيادتى


 وملّت سليمى مضجعى ومكانى


وما كنت أخشى أن أكون جنازة 


 عليك، ومن يغترّ بالحدثان 


فأىّ امرئ ساوى بأمّ حليلة


 فلا عاش إلّا فى أذى وهوان


أهمّ بأمر الحزم لو أستطيعه 


 وقد حيل بين العير والنّزوان 


لعمرى لقد أنبهت من كان نائما


 وأسمعت من كانت له أذنان


وللموت خير من حياة كأنّها 


 محلّة يعسوب برأس سنان 


ثم نكس بعد ذلك من طعنته فمات، فكانت أخته خنساء ترثيه، ولم تزل تبكيه حتّى عميت .


قصة الخنساء مع أخيها صخر

 ودخلت خنساء على أمّ المؤمنين عائشة، وعليها صدار  لها من شعر

فقالت لها عائشة رضى الله عنها: يا خنساء إنّ هذا لقبيح، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فما لبست هذا  ، قالت: إنّ له قصّة، قالت: فأخبرينى، قالت: زوّجنى أبى رجلا، وكان سيّدا معطاء، فذهب ماله. 

فقال لى : إلى من يا خنساء؟قلت: إلى أخى صخر، فأتيناه، فقسم ماله شطرين، فأعطانا خيرهما، فجعل زوجى أيضا يعطى ويحمل، حتّى نفد ماله، فقال: إلى من؟ فقلت: إلى أخى صخر، فأتيناه ، فقسم ماله شطرين، فأعطانا خيرهما، فقالت امرأته: أما ترضى أن تعطيها النصف حتّى تعطيها أفضل النّصيبين؟! فأنشأ يقول 


والله لا أمنحها شرارها


 ولو هلكت مزّقت خمارها


وجعلت من شعر صدارها


فذلك الذى دعانى إلى أن لبست هذا حين هلك  وكانت تقف بالموسم فتسوّم هؤدجها بسومة  ، وتعاظم العرب بمصيبتها بأبيها عمرو بن الشّريد وأخويها صخر ومعاوية ابنى  عمرو، وتنشدهم فتبكى الناس

 وكان أبوها يأخذ بيدى ابنيه صخر ومعاوية ويقول: أنا أبو خيرى مضر، فتعترف له العرب بذلك. ثم قالت الخنساء بعد ذلك: كنت أبكى لصخر من القتل، فأنا أبكى له اليوم من النار.

شعر الخنشاء في أخيها صخر



 وممّا سبقت إليه قولها :


أشمّ أبلج تأتمّ الهداة به 


 كأنّه علم فى رأسه نار


وفيه تقول:


مثل الرّدينىّ لم تكبر شبيبته 


 كأنّه تحت طىّ الثّوب إسوار 


لم تره جارة يمشى بساحتها 


 لريبة حين يخلى بيته الجار


فما عجول لدى بوّ تطيف به 


 قد ساعدتها على التّحنان أظآر 


أودى به الدّهر عنها فهى مرزمة 


 لها حنينان إصغار وإكبار 


ترتع ما غفلت حتّى إذا ذكرت


 فإنما هى إقبال وإدبار
 

يوما بأوجع منى يوم فارقنى


 صخر، وللدّهر إحلاء وإمرار


المصادر


الشعر والشعراء

ابن قتيبة






تعليقات