تأبّط شرّا-الشاعر الصعلوك
تأبط شرا: ثابت بن عمسل .
وقال الأصمعى: كان ابن طرفة الهذلىّ.وهو أعلمهم بتأبّط شرّا وأمره.
يقول: هو ثابت بن جابر، وأنشد:
ويل أمّ طرف قتلوا برخمان
بثابت بن جابر بن سفيان
وتأبط شرا رفيق الشعراء الصعاليك عروة بن الورد السليك والشنفري وهو من فتاك العرب.
يحكي عن تأبط شرا كثير من الأساطير وأغرب ما في تأبط شرا هو اسمه الذي لم يسمي به أحد قبله ولا بعده فيما أعلم فهو تأبط شرا واحد.
وتأبط شرا من فهم، وفهم وعدوان أخوان.وكان شاعرا بئيسا، يغزو على رجليه وحده ، وكانت أمّه تؤخّذ بوله إذا غزا، فأخّذت بوله وقد قتل بحىّ، فعرفت أنّه قد قتل وهذيل تدّعى قتله.
من هو تأبط شراً؟
وقد قال تأبط شراً فى شعره:
أساف وأفنى ما لديه ابن عمسل يعنى: نفسه، ولعلّه لقب.
من جيّد شعرتأبط شراً
قوله :
يا من لعذّالة خذّالة نشب
خرّقت باللّوم جلدى أىّ تخراق
تقول: أهلكت مالا لو ضننت به
منّ ثوب عزّ ومن بزّ وأعلاق
سدّد خلالك من مال تجمّعه
حتّى تلاقى ما كلّ امرئ لاق
عاذلتا إنّ بعض اللّوم معنفة
وهل متاع وإن بقّيته باق
إنّى زعيم لئن لم تتركى عذلى
أن يسأل الحىّ عنّى أهل آفاق
أن يسأل الحىّ عنّى أهل معرفة
فلا يخبّرهم عن ثابت لاق
لتقرعنّ علىّ السّنّ من ندم
إذا تذكّرت يوما بعض أخلاقى
تأبط شراً يقتل الغول
وذكر فى شعره أنه لقى الغول فقتلها، وجعل يصفها:
تقول سليمى لجاراتها
أرى ثابتا يفنا حوقلا
لها الويل، ما وجدت ثابتا
ألفّ اليدين ولا زمّلا
ولا رعش الساق عند الجراء
إذا بادر الحملة الهيضلا
يفوت الجياد بتقريبه
ويكسو هواديها القسطلا
وأدهم قد جبت جلبابه
كما اجتابت الكاعب الخيعلا
إلى أن حدا الصّبح أثناءه
ومزّق جلبابه الأليلا
على شيم نار تنوّرتها
فبتّ لها مدبرا مقبلا
فأصبحت والغول لى جارة
فيا جارتا أنت ما أهولا
وطالبتها بضعها فالتوت
بوجه تهوّل فاستغولا
(فقلت لها: يا انظرى كى ترى
فولّت فكنت لها أغولا
فطار بقحف ابنة الجنّ ذو
سفاسق قد أخلق المحملا
إذا كلّ أمهيته بالصّفا
فحدّ ولم أره صيقلا
عظاءة قفر لها حلّتا
ن من ورق الطّلح لم تغزلا
فمن سال أين ثوت جارتى
فإنّ لها باللّوى منزلا
وكنت إذا ما هممت اعتزمت
وأحر إذا قلت أن أفعلا
المصادر
الشعر والشعراء
ابن قتيبة