زهير بن أبى سلمى - أحد من الفحول فى الجاهليّة

 زهير بن أبى سلمى - أحد من الفحول فى الجاهليّة


زهير بن أبي سلمي: زهير بن ربيعة بن قرط. والناس ينسبونه إلى مزينة.

 وإنّما نسب زهير بن أبي سلمي فى غطفان  ، وليس لهم بيت شعر ينتمون فيه إلى مزينة إلّا بيت كعب بن زهير، وهو قوله:


هم الأصل منّى حيث كنت وإنّنى 

 من المزنيين المصفّين بالكرم 


هو زهير بن ربيعة بن قرط. والناس ينسبونه إلى مزينة، وإنّما نسبه فى غطفان






من هو زهير بن أبي سلمي؟



ويقال إنّه لم يتّصل الشعر فى ولد أحد من الفحول فى الجاهليّة ما اتّصل فى ولد زهير، وفى الإسلام ما اتّصل فى ولد جرير.
وكان زهير راوية أوس بن حجر.

 ويروى عن عمر بن الخطّاب أنه قال : أنشدونى لأشعر شعرائكم، قيل: ومن هو؟ قال: زهير، قيل: وبم صار كذلك؟ قال: كان لا يعاظل بين القول، ولا يتّبع حوشىّ الكلام  . ولا يمدح الرجل إلّا بما هو فيه.
وهو القائل :


إذا ابتدرت قيس بن عيلان غاية 


 من المجد من يسبق إليها يسوّد


سبقت إليها كلّ طلق مبرز


 سبوق إلى الغايات غير مخلد


ويروى «غير مبلد» ، و «المخلّد» فى هذا الموضع: المبطئ  .


فلو كان حمد يخلد الناس لم تمت


  ولكنّ حمد المرء ليس بمخلد


 وكان قدامة بن موسى عالما بالشعر، وكان يقدّم زهيرا ويستجيد 


قوله :


قد جعل المبتغون الخير فى هرم


 والسّائلون إلى أبوابه طرقا


من يلق يوما على علّاته هرما 


 يلق السّماحة فيه والنّدى خلقا


 قال عكرمة بن جرير: قلت لأبى: من أشعر الناس؟ قال:
أجاهليّة أم إسلاميّة؟ قلت: جاهليّة، قال: زهير، قلت: فالإسلام؟ قال:
الفرزدق، قلت: فالأخطل؟ قال: الأخطل يجيد نعت الملوك ويصيب صفة الخمر، قلت له: فأنت؟ قال: أنا نحرت الشّعر نحرا.

 قال عبد الملك لقوم من الشعراء: أىّ بيت أمدح؟ فاتّفقوا على بيت زهير :


تراه إذا ما جئته متهلّلا

 كأنّك تعطيه الّذى أنت سائله

من أشعر زهير أم ابنه كعب بن زهير؟


 قيل لخلف الأحمر: زهير أشعر أم ابنه كعب؟ قال: لولا أبيات لزهير أكبرها الناس لقلت إنّ كعبا أشعر منه، يريد قوله  :


لمن الديار بقنّة الحجر


 أقوين من حجج ومن دهر


ولأنت أشجع من أسامة إذ


 دعى النزال ولجّ فى الذّعر 


ولأنت تفرى ما خلقت وبع


 ض القوم يخلق ثمّ لا يفرى


لو كنت من شىء سوى بشر


 كنت المنوّر ليلة البدر

هل كان زهير يؤمن بالله؟



 وكان زهير يتألّه ويتعفّف فى شعره. ويدلّ شعره على إيمانه البعث.
وذلك قوله:


يؤخّر فيودع فى كتاب فيدّخر


 ليوم الحساب أو يعجّل فينقم 


وشبّه زهير امرأة فى الشعر بثلاثة أوصاف فى بيت واحد فقال 


تنازعت المها شبها ودرّ الب


 حور وشاكهت فيها الظّباء 


ثم قال ففسّر:


فأمّا ما فويق العقد منها 


فمن أدماء مرتعها الخلاء 


وأمّا المقلتان فمن مهاة


 وللدّرّ الملاحة والصّفاء


 وقال بعض الرواة: لو أن زهيرا نظر فى رسالة عمر بن الخطّاب إلى أبى موسى الأشعرى ما زاد على ما قال:


فإنّ الحقّ مقطعه ثلاث


 يمين أو نفار أو جلاء 


يعنى: يمينا أو منافرة إلى حاكم يقطع بالبيّنات أو جلاء، وهو بيان وبرهان يجلو به الحقّ وتتّضح الدعوى.



 ومما يتمثّل به من شعره:


وهل ينبت الخطّىّ إلّا وشيجه 


 وتغرس إلّا فى معادنها النّخل 


 ويستحسن قوله:


يطعنهم ما ارتموا حتّى إذا اطّعنوا 


 ضارب حتّى إذا ما ضاربوا اعتنقا 


 ويستحسن أيضا قوله


هو الجواد الّذى يعطيك نائله 


 عفوا ويظلم أحيانا فينظلم 


 قد سبق زهير إلى هذا المعنى، لا ينازعه فيه أحد غير كثير، فإنّه قال يمدح عبد العزيز بن مروان 


رأيت ابن ليلى يعترى صلب ماله 


 مسائل شتّى من غنىّ ومصرم


مسائل إن توجد لديه تجد بها 


 يداه، وإن يظلم بها يتظلّم



  زهير بن أبى سلمى، واسم أبى سلمى ربيعة بن رياح المزنىّ، من مزينة مضر، وكان زهير جاهليّا لم يدرك الإسلام، وأدركه ابناه كعب وبجير.
وأتى بجير النبىّ صلى الله عليه وسلم فأسلم، فكتب إليه كعب  :


ألا أبلغا عنّى بجيرا رسالة 


 فهل لّك فيما قلت بالخيف هل لّكا


سقيت بكأس عنّد آل محمّد


 فأنهلك المأمون منها وعلّكا 


فخالفت أسباب الهدى وتبعته


 على أىّ شىء ويب غيرك دلّكا 

رسول الله يتوعد كعب بن زهير



فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره هذا، فتوعّده ونذر دمه. فكتب بجير إلى كعب يخبره بأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجلا ممّن كان يهجوه، وأنّه لم يبق من الشعراء الذين كانوا يؤذونه إلا ابن الزّبعرى السهمىّ وهبيرة بن أبى وهب المخزومى، وقد هربا منه، فإن كانت لك فى نفسك حاجة فاقدم عليه، فإنّه لا يقتل أحدا أتاه تائبا، وإن أنت لم تفعل فانج بنفسك. فلمّا ورد عليه الكتاب ضاقت عليه الأرض برحبها، وأرجف به من كان بحضرته من عدوّه، فقال قصيدته التى أوّلها:



كعب بن زهير يعتذر




وفيها قال:


نبّئت أنّ رسول الله أوعدنى


 والعفو عند رسول الله مأمول


ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده فى يده وأنشده شعره، فقبل توبته وعفا عنه، وكساه بردا، فاشتراه منه معاوية بعشرين ألف درهم، فهو عند الخلفاء إلى اليوم 

 وكان لكعب ابن يقال له عقبة بن كعب، شاعر، ولقبه «المضرّب » وذلك أنّه شبّب بامرأة من بنى أسد فقالولا عيب فيها غير أنّك واجد … ملاقيها قد ديّثت بركوب فضربه أخوها مائة ضربة بالسيف، فلم يمت، وأخذ الدية، فسمّى «المضرّب» . وولد لعقبة العوّام، وهو شاعر 

 فهؤلاء خمسة شعراء فى نسق: العوّام بن عقبة بن كعب بن زهير ابن أبى سلمى، وكان أبو سلمى أيضا شاعرا. وهو القائل فى خاله أسعد المرّىّ وابنه كعب بن أسعد، وكان حمل أمّه وفارقهما:


لتصرفن إبل محبّبة 


 من عند أسعد وابنه كعب 


الآكلين صريح قومهما 


 أكل الحبارى برعم الرّطب 


 وقال عمر لابن عبّاس: أنشدنى لشاعر الشعراء، الذى لم يعاظل بين القوافى، ولم يتبع وحشىّ الكلام، قال: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال:
زهير. فلم يزل ينشده إلى أن برق الصّبح .

 وكان زهير أستاذ الحطيئة. وسئل عنه الحطيئة فقال: ما رأيت مثله فى تكفّيه على أكناف القوافى ، وأخذه بأعنّتها حيث شاء، من اختلاف معانيها، امتداحا وذمّا. قيل له: ثم من؟ قال: ما أدرى، إلّا أن ترانى مسلنطحا واضعا إحدى رجلىّ على الأخرى رافعا عقيرتى أعوى فى أثر القوافى 
.
 قال أبو عبيدة: يقول من فضّل زهيرا على جميع الشعراء: إنّه أمدح القوم وأشدّهم أسر شعر. قال: وسمعت أبا عمرو بن العلاء يقول الفرزدق يشبّه بزهير وكان الأصمعىّ يقول: زهير والحطيئة وأشباههما عبيد الشعر، لأنّهم نقّحوه ولم يذهبوا به مذهب المطبوعين.

قصائد زهير الحوليات

قال: وكان زهيربن أبي سلمي يسمى كبر قصائده «الحوليّات»
 وكان جيّد شعره فى هرم بن سنان المرّى. وقال عمر رضى الله عنه لبعض ولد هرم: أنشدنى بعض ما قال فيكم زهير، فأنشده، فقال: لقد كان يقول فيكم فيحسن، فقال: يا أمير المؤمنين إنّا كنّا نعطيه فنجزل! فقال عمر رضى الله عنه:
ذهب ما أعطيتموه وبقى ما أعطاكم .
 وممّا سبق إليه زهير فأخذ منه قوله يمدح هرما  :


هو الجواد الّذى يعطيك نائله 


 عفوا ويظلم أحيانا فيظّلم


أى يسأل مالا يقدر عليه فيتحمّله. أخذه كثيّر، فقال 


رأيت ابن ليلى تعترى صلب ماله 


 مسائل شتّى من غنّى ومعدم


مسائل إن توجد لديك بها


 يداك، وإن تظلم بها تتظلّم


 وقال زهير :


كما استغاث بسىء فزّ غيطلة 


 خاف العيون فلم ينظر به الحشك


السّىء: اللبن فى الضّرع. والفزّ: ولد البقرة. والغيطلة: البقرة.
والحشك: الدّرّة. أخذه الطّرمّاح فقال:


بادر السّىء ولم ينتظر


 نبه فيقات العيون النّيام


نبه: تحرّك العروق. الفيقة: مثل الفواق 

 وقال زهير يصف ظبية أكل ولدها السّبع 

:
أضاعت فلم تغفر لها غفلاتها 


 فلاقت بيانا آخر معهد


دما عند شلو تحجل الطّير حوله 


 وبضع لحام فى إهاب مقدّد 


وقال الجعدىّ  :


ولاقت بيانا عند أوّل معهد


 إهابا ومعبوطا من الجوف أحمرا


زهير بن أبي سلمي يسبق الشعراء


 قال: وممّا سبق إليه كعب بن زهير فأخذه الشعراء منه، قال كعب ابن زهير يذكر ذئبا وغرابا:


فلم يجدا إلّا مناخ ميطّة 


 تجافى بها زور نبيل وكلكل 


ومضربها وسط الحصى بجرانها 


 ومثنى نواج لم يخنهنّ مفصل 


وموضع طولىّ وأحناء قاتر


 يئط إذا ما شدّ بالنّسع من عل


وأتلع يلوى  بالجديل كأنّه 


 عسيب سقاه من سميحة جدول


وسمر ظماء واترتهنّ بعد ما 


 مضت هجعة من آخر اللّيل ذبّل 


سفى فوقهنّ التّرب ضاف كأنّه 


 على الفرج والحاذين قنو مذلّل 


ومضطمر من خاشع الطّرف، خائف 


 لما تضع الأرض القواء وتحمل 


فأخذه ذو الرّمّة والطّرمّاح، فقال الطّرمّاح:


أطاف بها طمل حريص فلم يجد


 بها غير ملقى الواسط المتباين 


ومخفق ذى زرّين فى الأرض متنه 


 وفى الكّف مثناه لطيف الأسائن 


خفىّ كمجتاز الشّجاع وذبّل


 ثلاث كحبّات الكباث القرائن


وضبثة كفّ باشرت بيمينها


 صعيدا كفاها فقد ماء المصافن


ومعتمد من صدر رجل محالة 


 على عجل من خائف غير آمن 


مقلصة طارت قرينتها بها 


 إلى سلّم فى دفّ عوجاء دافن


وموضع مثنى ركبتين وسجدة 


 توخّى بها ركن الحطيم الميامن


وقال ذو الرّمّة  :


إذا اعتسّ  فيها الذئب لم يلتقط بها 


 من الكسب إلا مثل ملقى المشاجر


وبينهما  ملقى زمام كأنّه


 مخيط شجاع آخر اللّيل ثائر


ومغفى فتى  حلّت له فوق رحله 


 ثمانية جردا، صلاة المسافر


سوى وطأة فى الأرض من غير جعدة


 ثنى أختها فى غرز عوجاء ضامر


وموضع عرنين  كريم وجبهة 


 إلى هدف من مسرع غير فاجر


 وقال كعب بن زهير:


لا يشتكون الموت إن نزلت بهم


 شهباء ذات معاقم وأوار 


سمعه بعضهم فقال:


رميت نطاة من الرّسول بفيلق


 شهباء ذات معاقم وأوار 


 ومما سبق إليه زهير فلم ينازع فيه قوله:فإنّ الحقّ مقطعه البيت . يريد أنّ الحقوق إنما تصحّ بواحدة من هذه الثلاث: يمين أو محاكمة أو حجّة بينة واضحة. وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه إذا أنشد هذا تعجّب من معرفته بمقاطع الحقوق.
 ومن ذلك قوله :


يطعنهم ما ارتموا حتّى إذا اطّعنوا


 ضارب حتّى إذا ما ضاربوا اعتنقا


فجمع فى بيت واحد صنوف القتال.


 ومن ذلك قوله :


السّتر دون الفاحشات ولا


 يلقاك دون الخير من ستر


 ومما يستجاد له  :


وذى نعمة تمّمتها وشكرتها 


 وخصم يكاد يغلب الحقّ باطله


دفعت بمعروف من القول صائب 


 إذا ما أضلّ الناطقين مفاصله


وذى خطل فى القول يحسب أنّه 


 مصيب فما يلمم به فهو قائله


عبأت له حلما وأكرمت غيره 


 وأعرضت عنه وهو باد مقاتله


وذى نسب ناء بعيد وصلته 


 بمال، وما يدرى بأنّك واصله 


وأبيض فيّاض يداه غمامة 


 على معتفيه ما تغبّ نوافله 


غدوت عليه غدوة فوجدته 


 قعودا لديه بالصّريم عواذله 


يفدّينه طورا وطورا يلمنه 


وأعيا فما يدرين أين مخاتله


وأعرضن منه عن كريم مرزّا 


 جموع على الأمر الذى هو فاعله


أخى ثقة ما تذهب الخمر ماله 


 ولكنّه قد يذهب المال نائله 


تراه إذا ما جئته متهلّلا 


 كأنّك تعطيه الذى أنت سائله


 ومن ذلك قوله، ويقال إنّه لولده كعب 


وليس لمن لم يركب الهول بغية 


 وليس لرحل حطّه الله حامل 


إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا 


 أصبت حليما أو أصابك جاهل


ومن ذلك قوله  :


وفيهم مقامات حسان وجوههم 


 وأندية ينتابها القول والفعل 


على مكثريهم رزق من يعتريهم 


 وعند المقلّين السّماحة والبذل 


سعى بعدهم قوم لكى يدركوهم 


 فلم يبلغوا ولم يليموا ولم يألوا


 وأخذ العلماء عليه قوله يذكر الضفادع:


يخرجن من شربات ماؤها طحل


 على الجذوع يخفن الغمّ والغرقا 


وقالوا: ليس خروج الضفادع من الماء مخافة الغمّ والغرق، وإنما ذلك لأنّهنّ يبضن فى الشطوط.


 وأخذ عليه قوله:


ثمّ استمرّوا وقالوا: إنّ مشربكم 


 ماء بشرقىّ سلمى فيد أوركك


وقال الأصمعىّ: سألت بجنبات فيد عن الرّكك؟ فقالوا لى: ما هنا «ركك» ولكن «ركّ» فعلمت أنّ زهيرا احتاج فضعّف. وأخذ على ابنه كعب قوله فى وصف ناقة:ضخم مقلّدها فعم مقيّدها

هل أخطأ زهير بن أبي سلمي في وصف الناقة


قال الأصمعى: هذا خطأ، إنما توصف النجائب بدقّة المذبح.
 ومما يستجاد لكعب ابنه قوله يذكر رجلا قتل من مزينة رهطه:


لقد ولّى أليّته جوىّ 


 معاشر غير مطلول أخوها


فإن تهلك جوىّ فكلّ نفس 


 سيجلبها لذلك جالبوها


وإن تهلك جوىّ فإنّ حولى 


 كظنّك كان بعدك موقدوها


وما ساءت ظنونك يوم تؤتى 


 بأرماح وفى لك مشرعوها


كأنّك كنت تعلم يوم بزّت 


 ثيابك ما سيلقى سالبوها


فما قلنا لهم: نفس بنفس 


 أقيدونا بها إن لم تدوها


ولكنّا دفعناها ظماء 


 فروّاها بذكرك منهلوها


ولو بلغ القتيل فعال حىّ 


 لسرّك من سيوفك منتضوها


 ومن ذلك قوله:


لو كنت أعجب من شىء لأعجبنى 


 سعى الفتى وهو مخبوّ له القدر


يسعى الفتى لأمور ليس يدركها 


 والنّفس واحدة والهمّ منتشر


والمرء ما عاش ممدود له أمل 


 لا تنتهى العين حتّى ينتهى الأثر


 وكعب القائل  :


ومن للقوافى شأنها من يحوكها 


 إذا ما توى كعب وفوّز جرول 


يقول فلا يعيا بشىء يقوله 


 ومن قائلها من يسىء ويعمل


يقوّمها حتّى تلين متونها 


 فيقصر عنها كلّ ما يتمثّل


كفيتك لا تلقى من الناس شاعرا 


 تنخّل منها مثل ما أتنخّل 


وسمعه الكميت فقال فى قصيدة له:


وما ضرّها أنّ كعبا توى 


 وفوّز من بعده جرول 



الكتاب: الشعر والشعراء

المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري 



تعليقات