طالَ الوقوفُ على رسومِ المنزلِ -عنترة بن شداد
طالَ الوقوفُ على رسومِ المنزلِ قصيدة:عنترة شدّاد بن عمرو بن قراد بن مخزوم بن عوف ابن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس.
عنترة بن شداد فارس عربي قل نظيره وندر مثاله لا تجد في كتب التاريخ والسير شخصية جمعت صفات النبل والكرم مثل ما اجتمع لعنترة بن شداد.
عنترة بن شداد الشاعر الفحل والفارس الشهير الذي لايشق له غبار وهو أيضا العربي الأصيل صاحب النجدة والمرؤة لايظلم الجار ولا يسعي وراء سفاسف االامور.
يمتاز شعر عنترة بن شداد بالعذوبة والسهولة وتنطلق معانيه من نفس كريمة عانت الظلم فكان من سجاياها ألا تظلم .
طالَ الوقوفُ على رسومِ المنزلِ
بين اللّكيكِ وبينَ ذاتِ الحرمَلِ
فوقفتُ في عرصاتِها متحيِّراً
أسلُ الدِّيارَ كفعلِ منْ لمْ يذهَلِ
أفمنْ بكاءِ حمامةٍ في أيكةٍ
ذرفتْ دموعكَ فوقَ ظهرِ المحمَلِ
لمَّا سمعتُ نداءَ مرَّةَ قد علا
ومحلِّمٌ ينعونَ رهطِ الأخيلِ
ناديتُ عبساً فاستجابوا بالقنا
وبكلِّ أبيضَ صارمٍ لم يُفلَلِ
حتَّى استبحنا آلَ عوفٍ غارةً
بالمشرفيِّ وبالوشيجِ الذُّبَّلِ
إنِّي امرؤٌ من خيرَ عبسٍ منصباً
شطري وأحمي سائري بالمنصلِ
وإذا الكتيبةُ أحجمتْ وتلاحمتْ
ألفيتُ حسبكَ من معمٍّ مخولِ
والخيلُ تعلمُ والفوارسُ أنَّني
فرَّقتُ جمعهمُ بطعنةً فيصَلِ
إذ لا أُبادرُ في المضيقِ فوارسي
ولا أوكّلُ بالرَّعيلِ الأوَّلِ
إنْ يلحقوا كرُّوا وإن يستلحموا
شدُّو وإنْ يلفوْا بضنكِ أنزلِ
عندَ النُّزولِ تكونُ غايةُ مثلنا
ويفرُّ كلُّ مضلّلٍ مستوهلِ
ولقدْ أبيتُ على الطّوى وأظلُّهُ
حتَّى أنالَ بهِ كريمَ المأكَلِ
بكرتْ تخوِّفني الحتوفَ كأنَّني
أصبحتُ عن عرضِ الحتوفِ بمعزلِ
فأجبتُها إنَّ المنيَّةَ منهلٌ
لا بدَّ أن أُسقى بذاك المنهَلِ
فاقْني حياءَكِ لا أبالكِ فاعْلمي
إنِّي امرؤٌ سأموتُ إنْ لم أُقتَلِ
إنَّ المنيَّةَ لو تمثَّلُ مثِّلتْ
مثلي إذا نزلوا بضنكِ المنزَلِ
والخيلُ ساهمةُ الوجوهِ كأنَّما
تُسقى فوارسُها نقيعَ الحنظَلِ